المحتوى
أصبح إنتاج مقاطع الفيديو القصيرة ضرورة حتمية في عالم التسويق اليوم. فقد كشفت أحدث الدراسات من (Influencer Marketing Hub) أنَّ؛
(%96) من المستهلكين يُفضّلون محتوى الفيديو القصير.
كما يتمتَّع التسويق عبر الفيديو القصير بأعلى عائد اِستثمار مقارنةً بأيّ اِستراتيجية تسويق أُخرى عبر وسائل التواصل الاِجتماعي في الوقت الحالي.
هذا التوجّه يعكس التغيّر الملحوظ في مدى اِنتباه الجمهور، الذي بات يتّجه نحو المحتوى السريع والمباشر. إذ تُمكّن الفيديوهات القصيرة من نقل الرسالة بفعَّالية، ممَّا يُسهل على الجمهور اِستيعابها بسرعة.
فإذا كنت ترغب في تحسين استراتيجياتك التسويقية، فقد حان الوقت لتوجيه جهودك نحو إنتاج محتوى مرئي قصير يلفت اِنتباه جمهورك بفعالية وكفاءة.
ما هو الفيديو القصير؟
الفيديو القصير هو محتوى فيديو تتراوح مدَّته من (5) إلى (90) ثانية. وهي المدّة المفضلّة على منصَّات الانستقرام والتيك توك واليوتيوب، لأنَّها مثالية لفترات اِنتباه المستخدمين القصيرة. لذلك، ضع في اِعتبارك أهمية الإشباع الفوري، إذ يرغب الأشخاص في الوصول إلى جوهر المحتوى بسرعة!
في حالة مقاطع الفيديو الطويلة، يكون الناس أكثر اِهتماماً بالحصول على محتوى توضيحي، أو تعليمات تفصيلية، أو تحليل شامل. أمَّا في حالة المقاطع القصيرة، فإنَّ الهدف هو الحصول على تجربة سريعة.
وعلى الرَّغم من أنَّ هذه المقاطع قصيرة، إلَّا أنَّها تحتاج إلى سرد قصة مؤثّرة، وأن يكون لها تدفّق سردي واضح، وغالباً ما ترتبط بالاِتّجاهات الاِجتماعية الحالية بحيث تؤثّر في المشاهدين.
ماذا يعني ذلك عملياً؟ يُمكنك اِستخدام شيء بسيط مثل عنوان قصير وجذَّاب، أو فيديو بتنسيق رأسي عبر تيك توك.
ما هي المنصات التي تستخدم محتوى فيديو قصير؟
هناك العديد من قنوات الفيديو عبر الإنترنت، وأبرز المنصَّات الرئيسية للفيديو القصير هي؛ تيك توك، ريلز الانستقرام، ومقاطع يوتيوب القصيرة.
- يُعدُّ تيك توك مصدراً للعديد من الفيديوهات الفيروسية التي نُشاهدها عبر الإنترنت، ويتمّ تحديد مقاطع الفيديو التي تظهر عادةً بناءً على اِهتمامات المستخدم، بدلاً من الأشخاص الذين يُتابعهم.
- وقد تمّ إطلاق ريلز الانستقرام كاِستجابة لتيك توك. حيثُ اِنتقلت المنصة من كونها منصَّة تعتمد على الصور إلى منصَّة متعدِّدة الوسائط.
- تمَّ إنشاء يوتيوب شورتس (YouTube Shorts) في عام 2019 للتنافس مع تيك توك، وأفضل أنواع مقاطع الفيديو عليه هي تلك التي تتبع الاِتجاهات السائدة، أو تجرّب التحديات، أو ببساطة مضحكة.
إذاً، ما هي المنصة التي يجب التركيز عليها؟
في الواقع، يجب أن تكون على منصتين على الأقل، ولكن يجب أن تأخذ في الاِعتبار الموارد والوقت المستغرق. ويُمكن اِختصار الفكرة بالطريقة التالية:
- إذا كان هدفك الرئيسي هو زيادة الاِنتشار، فيجب التركيز على تيك توك.
- إذا كان هدفك الرئيسي هو زيادة المبيعات، فيجب أن تركز على ريلز الانستقرام.
- إذا كان هدفك الرئيسي هو زيادة الوعي بالعلامة التجارية وتفاعل الجمهور، فيجب أن تركز على يوتيوب شورتس.
لماذا نستخدم التسويق عبر الفيديو القصير؟
يُمكن أن يُقدّم دمج التسويق عبر الفيديو القصير في اِستراتيجية التسويق الرقمي الخاصة بك العديد من الفوائد، أبرزها:
1- زيادة التفاعل
يُعدُّ الفيديو القصير وسيلة فعالة للتواصل مع المستهلكين الحاليين والجُدد على حدٍّ سواء. هذا النوع من حملات التسويق أكثر جاذبية من البدائل مثل الصور الثابتة، ممَّا يُسهّل جذب الأشخاص إلى محتواك.
وتُشير الأبحاث إلى أنَّ محتوى الفيديو القصير هو وسيلة مثالية لإثارة اِستجابة عاطفية من الناس، وهو الخطوة الأولى التي تلفت اِنتباههم وتشجّعهم على التفاعل.
2- تحسين تصنيفات محرك البحث (SEO)
تعمل المنصات التي تركّز على الفيديو مثل يوتيوب بشكل متزايد كأداة بحث بحدِّ ذاتها. فهو ليس مجرَّد شبكة اِجتماعية؛ بل يستخدمه الأشخاص أيضاً للبحث عن المعلومات.
3- زيادة معدلات التحويل
من خلال تشجيع المستهلكين على التفاعل والمشاركة، يُمكن للفيديو القصير أيضاً أن يُساعد في تحويل المشاهدين إلى عملاء.
إذ يجب أن تنتهي مقاطع الفيديو بنداء للعمل (CTA)، يُمكن أن يكون هذا النداء رسالة بسيطة وواضحة مثل “اِنقر في الأسفل” أو “اِشتر الآن”. تعمل هذه العبارات على تشجيع التفاعل واِتّخاذ إجراء.
4- تعزيز الوعي بالعلامة التجارية
يمكن أن يؤثّر الفيديو القصير الجيّد بشكل كبير على علامتك التجارية، خاصةً إذا حقَّق التفاعل وتمت مشاركته. كما يُمكن أن يساعد محتوى الفيديو في أن تصبح مرجعاً في مجالك، بحيث تكون علامتك التجارية المرجع الأوّل عندما يرغب الناس في معرفة المزيد عن المجال.
5- تحسين تجربة المستخدم
يُعدُّ الفيديو القصير وسيلة سهلة الفهم للمستهلكين لتلقّي المعلومات، إذ لا يتعيَّن عليهم قراءة نصوص طويلة، ممَّا يجعل تجربة العملاء أكثر سلاسة دون أيّ متاعب.
6- تعزيز الاِنتماء للمجتمع مع جمهورك
يُمكنك إنشاء جزء كبير من المحتوى حول أسئلة الجمهور، كما تفعل العلامات التجارية الكبرى. وذلك من خلال مراقبة الأسئلة التي يطرحها الأشخاص عبر وسائل التواصل الاِجتماعي، أو عبر برامج الدردشة الآلية، ممَّا يُمكّنك من صياغة محتوى يُجيب على هذه الأسئلة، ويُساعد في اِستباق الأسئلة المستقبلية.
اتجاهات التسويق عبر الفيديو القصير
مع تزايد اِستخدام الهواتف الذكية وتطبيقات التواصل الاجتماعي، أصبح التسويق عبر الفيديو القصير واحداً من أقوى الاتجاهات الحديثة في استراتيجيات التسويق الرقمي. فيما يلي أبرز الاتجاهات الحالية للتسويق عبر الفيديو القصير:
تحديات العلامة التجارية
اِكتسبت مقاطع الفيديو القصيرة شهرة واسعة في البداية من خلال المحتوى الفيروسي القائم على التحديات والأغاني والأصوات. يُمكن اليوم للعلامات التجارية إنشاء أصواتها الخاصة وتحدياتها لتصبح فيروسية.
وفقاً لتقرير اتجاهات وسائل التواصل الاجتماعي من (hubspot)؛ اِستفاد (20%) من المسوقين الذين شملهم الاِستطلاع من تحديات العلامة التجارية، وقال (42%) منهم إنَّ أداءهم كان أفضل من المتوقع. بالإضافة إلى ذلك، صنَّفها المسوقون ضمن أكثر اِتجاهات وسائل التواصل الاجتماعي فعّالية لعام (2024).
إعلانات المؤثرين
أفادت (88%) من الشركات التي تستخدم التسويق المؤثر إنَّه فعَّال، وأكّدت (55%) منهم باستمرارهم في اِستخدام التسويق المؤثر في عام (2024).
مع ملاءمة المحتوى القصير للإعلانات الأصلية، يُمكن للعلامات التجارية إنشاء مقاطع فيديو أكثر اِحتمالية لتوليد التحويلات.
إعلانات تشويقية للمنتج
يكون متوسط مدّة الإعلان الذي تشاهد عادةً بين (6) ثوانٍ إلى (60) ثانية، وهذا هو أيضاً متوسّط طول مقطع الفيديو القصير. ولهذا السبب، يُمكن للعلامات التجارية الاِستفادة من منصات الفيديو القصير للترويج لمنتجاتها بشكل عضوي.
يُمكن أن يكون هذا فعالاً للغاية لأنَّه لا يتطلَّب ميزانية كبيرة، ولديه القدرة على الاِنتشار بشكل فيروسي، ويبني الترقّب حول علامتك التجارية.
هذه المقاطع التشويقية للمنتجات رائعة؛ لأنَّها تخلق التشويق من خلال جعل المستخدمين أكثر اِهتماماً بإطلاق المنتجات، ويتساءلون عما سيُكشف عنه!
المحتوى الذي ينشئه المستخدم (UGC)
يثق المستهلكون في المحتوى الذي يُنشئه المستخدم. وفي اِستطلاع أجرته (HubSpot) لأكثر من (500) مسوّق يستخدمون ميزات التسوق الاجتماعي، قال (92%) منهم إنّ المحتوى الذي ينشئه المستخدم يُعزّز الوعي بالعلامة التجارية.
وتُؤكّد جميع الأبحاث ذلك، مُظهرةً أنّ المحتوى الذي ينشئه المستخدم يُقدّم عائد اِستثمار ممتاز، ويُفضّله بشكل خاص جيل (Z)، أكبر جمهور تيك توك.
وتكمن فعالية المحتوى الذي ينشئه المستخدمون، في أنَّه بسيط ويُمكن للعلامات التجارية نشر مقاطع فيديو تُثير المشاعر وتبدو حقيقية وقابلة للمشاركة دون اِستهلاك الموارد.
الخلاصة
لا يمكن اليوم إنكار الدور الحيوي الذي يلعبه الفيديو القصير في استراتيجيات التسويق الرقمي. مع اِزدياد أهمية المحتوى السريع والمباشر، تجد العلامات التجارية نفسها أمام تحدٍّ مستمر لتحقيق التوازن بين الإبداع والإيجاز.
تُبرز الاتجاهات التي تناولناها أهمية الاستفادة من هذا النوع من الفيديوهات، حيثُ يمكنها أن تُعزّز العلاقة بين العلامة التجارية والجمهور وزيادة مستويات التفاعل والولاء.