المحتوى
لم يعد دور مدير وسائل التواصل الاجتماعي مجرَّد وظيفة تكميلية ضمن هيكل الشركات، بل أصبح جزءاً حيوياً في تحديد مسار العلامة التجارية وتفاعلها مع جمهورها.
ومع ظهور تقنيات جديدة واِختفاء تقنيات أُخرى بسرعة، يحتاج المدراء إلى تطوير مجموعة واسعة من المهارات التي تمكّنهم من الاِستجابة لهذه التغيرات بفعالية.
ولكن ما هي هذه المهارات؟ وكيف يمكن تطويرها؟
سنستعرض في هذا المقال، (7) مهارات أساسية يحتاجها كل مدير وسائل تواصل اجتماعي، مع نصائح عملية حول كيفية تطبيق هذه المهارات لتحقيق نجاح مستدام في هذا المجال.
ما هو مدير وسائل التواصل الاجتماعي؟
يتولّى مدير وسائل التواصل الاجتماعي مهمة مراقبة وتنفيذ وقياس حضور منتج أو علامة تجارية أو شركة أو حتَّى فرد عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وغالباً ما يُنظر إلى هذا الدور باعتباره صوت الشركة، إذ يقوم بمراقبة تفاعل الجمهور، وتطوير الحملات، وإنشاء اِستراتيجيات المحتوى. كما يعمل كخبير داخلي، من خلال تقديم التوجيهات اللازمة للمؤسَّسات؛ لتعزيز وجودها عبر الإنترنت مع الجماهير المستهدفة.
وغالباً ما يُستخدم مصطلح “مدير وسائل التواصل الاجتماعي” كمصطلح شامل لمجموعة متنوعة من المهن المتعلقة في هذا المجال. ويعمل المحترفون عادةً كمنسقين أو متخصِّصين أو منشئي محتوى لوسائل التواصل الاجتماعي قبل تولي دور إداري.
مهام مدير وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسية
يتميَّز دور مدير وسائل التواصل الاجتماعي بالتنوّع والسرعة، حيثُ يشمل مجموعة من المهام اليومية. فيما يلي بعض أبرز المهام التي يقوم بها مدير وسائل التواصل الاجتماعي:
1- الإشراف على المحتوى المخصص للمنصات المختلفة
يجب أن يتوافق المحتوى مع طبيعة كلّ منصة؛ فالمحتوى الذي ينجح على فيسبوك قد لا يكون فعّالاً على تيك توك. يتطلَّب ذلك دراسة المحتوى الرائج ومراقبة ما ينشره المنافسون، سواءً كانت فيديوهات، رسوم متحركة، رسوم بيانية، أو منشورات نصية.
2- مراقبة تحليلات وسائل التواصل الاجتماعي
يجب متابعة أداء الحملات عبر القنوات المختلفة؛ لتحديد ما يعمل بشكل جيّد وما لا يعمل، ممَّا يُساعد على توجيه الميزانية والجهود نحو الجمهور المناسب.
3- تطوير استراتيجية الشبكات الاجتماعية
من أبرز مهام مدير الوسائط الاجتماعية هو تصميم الحملات الجديدة من الصفر عند الترويج لمنتج أو عرض خاص.
4- قياس العائد على الاستثمار (ROI)
يجب تحديد أهداف قابلة للقياس لكلّ حملة جديدة وإعداد تقارير لمتابعة الأداء، ويُمكن اِستخدام أدوات تحليل الحملات لتحقيق الأهداف بكفاءة.
5- جدولة المنشورات الاجتماعية
لكلّ منصة توقيت مثالي لنشر المحتوى، لذلك تُساعد الجدولة المسبقة في ضمان نشر المحتوى في الأوقات المناسبة، حتَّى عندما لا يكون المدير متاحاً.
6- اختيار محتوى ملائم
يجب أن تعكس بعض المنشورات الأحداث العالمية أو التطوّرات المهمة لجمهورك، ويتطلَّب ذلك إجراء بحوث ومشاركة محتوى يُثير اِهتمام الجمهور.
7- التفاعل مع الجمهور
يهدف اِستخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلى بناء تفاعل قوي، لذا يجب الردّ على التعليقات والتعامل مع اِستفسارات العملاء، ممَّا يحوّل هذه القنوات إلى أدوات فعّالة لخدمة العملاء.
8- إدارة تقويم المحتوى
مع التغيرات السريعة الحاصلة في الآونة الأخيرة، يُعدُّ التخطيط أمراً ضرورياً، لهذا السبب يجب تعبئة تقويم وسائل التواصل الاجتماعي لفترات قادمة لضمان الانضباط والفعالية.
7 مهارات أساسية لتصبح مدير وسائل تواصل اجتماعي
بعد أن تعرفتَ على المهام الواجبة على مدير وسائل التواصل، دعونا نلقي نظرة على المهارات التي يجب أن يتمتَّع بها مدير وسائل التواصل الاجتماعي:
1- كتابة المحتوى
تُعتبر الكتابة من المهارات الأساسية، حيثُ يتعيَّن على المدير كتابة أو مراجعة العديد من المنشورات يومياً. وكلّ منصة تتطلَّب أسلوب كتابة مختلف؛ فعلى سبيل المثال، تحتاج لينكدإن نبرة أكثر اِحترافية، بينما يُمكن أن تكون فيسبوك أكثر خفة ومتعة.
يجب على المدير كتابة محتوى يجذب الجمهور ويعزّز مشاعر إيجابية تجاه العلامة التجارية. ومن المهارات الكتابية المهمة:
- كتابة عناوين جذابة.
- مقدّمات مشوقة.
- تسميات توضيحية للفيديو والصور.
- نصوص منظَّمة لسهولة القراءة.
2- البحث
يجب على مديري وسائل التواصل الاجتماعي البقاء على اِطّلاع دائم بعالم الوسائط الاِجتماعية والرقمية المتغيّر باِستمرار. يتطلَّب ذلك متابعة الأدوات التحليلية الجديدة واِتّجاهات السوق العالمية، إلى جانب مراقبة المنافسين باستمرار.
يقوم مدراء وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً بإعداد تنبيهات جوجل حول المواضيع الشائعة، ويستخدمون أدوات مثل (Feedly) و(Ahrefs) و(BuzzSumo) لمتابعة المحتوى الرائج وتقديم محتوى مبتكر ومتجدّد.
3- خدمة العملاء
أصبحت وسائل التواصل نافذة رئيسية للعملاء للتعبير عن آرائهم أو طلب المساعدة، لذا يتوجَّب على المدير أن يكون جاهزاً للاستجابة السريعة والفعّالة.
تُعدُّ تجربة العملاء عاملاً مؤثّراً في قرارات الشراء، حيثُ يتوقَّع (40)% من العملاء الرد خلال ساعة واحدة. لذلك، يتوجّب التركيز على تقديم تجربة إيجابية لتعزيز ولاء العملاء وبناء صورة إيجابية عن العلامة التجارية.
4- التحليل وتفسير البيانات
تعتبر القدرة على تحليل وتفسير البيانات من المهارات الأساسية لمدير وسائل التواصل الاجتماعي. من خلال فهم البيانات وتحليلها، يمكن للمدير تقييم أداء الحملات وتحديد ما يعمل وما لا يعمل.
ويعتمد ذلك على أدوات تحليل مثل (Google Analytics) و(Facebook Insights) و(Hootsuite Analytics) وغيرها، والتي تقدّم رؤى حول معدلات التفاعل، ومعدلات النقر، ونسبة الوصول، وغيرها من المقاييس.
ومن المهارات المهمة في هذا السياق:
- فهم الجداول والرسوم البيانية.
- القدرة على تحويل البيانات إلى توصيات عملية.
- تحديد نقاط القوة والضعف في الحملات.
- تعديل الاستراتيجيات بناءً على التحليل.
5- الإبداع والابتكار
يحتاج مدير وسائل التواصل إلى التفكير خارج الصندوق وإتقان المحتوى المرئي المخصَّص للمنصات المختلفة مثل تيك توك وإنستغرام.
يتضمَّن ذلك المعرفة بتصوير الفيديوهات وتحريرها بشكل جذاب، مع التركيز على جذب الاِنتباه في الثواني الأولى. وتُعدُّ الفيديوهات القصيرة وسرد القصص المرئية من أكثر الأدوات فاعلية للتواصل مع الجمهور.
6- التواصل الفعال
تُعد مهارات التواصل الفعالة من الركائز الأساسية لنجاح مدير وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تتطلَّب وظيفته التنسيق مع الفرق الداخلية مثل فرق التسويق، التصميم، والمبيعات، إلى جانب التفاعل مع الجمهور الخارجي. يجب أن يتمتَّع المدير بقدرة على التعبير الواضح عن الأفكار، وتقديم التغذية الراجعة، وحل المشكلات بسرعة وكفاءة.
وتشمل أهمّ مهارات التواصل الفعّال:
- الاستماع الفعّال: لفهم احتياجات الجمهور والتفاعل معها بذكاء.
- مهارات الإقناع والتفاوض: لبناء شراكات قوية وتحقيق الأهداف.
- إعداد تقارير موجزة وواضحة: لتوضيح الأداء والنتائج لإدارة الشركة.
7- التعامل مع الذكاء الاصطناعي
أصبح الذكاء الاصطناعي مهارة لا غنى عنها لجميع العاملين في مجال التسويق ولا سيما مدراء وسائل التواصل الاجتماعي. وفقاً لأبحاث (SurveyMonkey)؛ يعتمد (88)% من المسوقين على تقنيات الذكاء الاصطناعي في أداء مهامهم اليومية، مثل إنشاء المحتوى، واِستخلاص الرؤى، واِتّخاذ قرارات أسرع وأكثر دقّة.
كما تمَّ دمج الذكاء الاصطناعي في المنصات الكبرى مثل؛ ميتا وتيك توك، ممَّا يتيح تحسين الميزات وتنظيم الأنشطة بكفاءة عالية.
لذا، يُعدُّ فهم وتعلّم مهارات اِستخدام الذكاء الاصطناعي وتوظيفه في العمل أمراً جوهرياً لإدارة وسائل التواصل الاجتماعي بفعَّالية، حيثُ يُمكن اِستخدام هذه التكنولوجيا لتحسين العديد من المهام، مثل:
- التخصيص.
- إنشاء المحتوى.
- التسويق عبر المؤثرين.
- خدمة العملاء.
- الإعلانات.
الأمور الواجب مراعاتها لتصبح مدير وسائل تواصل اجتماعي
يختلف ما تحتاجه الشركات من مدير وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن هناك مهارات أساسية إضافية يجب تطويرها لبدء مسيرتك المهنية:
- تطوير محتوى استراتيجي:
تُعدُّ الخبرة في إنشاء محتوى يستهدف الجمهور المناسب أمر ضروري للغاية. فإذا لم يكن لديك خبرة مهنية، اِستخدم حساباتك الشخصية للتدرّب، أو قم بوضع اِستراتيجيات اِفتراضية لمنصات العلامات التجارية الشهيرة لبناء معرض أعمالك.
- تحليل البيانات الاجتماعية:
إنَّ فهم وتحليل بيانات وسائل التواصل الاجتماعي هو مهارة أساسية. إذ لا يتعلَّق النجاح بعدد المتابعين فحسبْ، بل بمؤشرات الأداء الخفية مثل التفاعل والنقرات، والتي تؤثّر على تحقيق أهداف العمل.
- إدارة المشاريع بفعالية:
يجب أن يكون لديك القدرة على إدارة مشاريع متعدِّدة في وقت واحد مع الموازنة بين الأولويات. ولذلك، تحتاج إلى تعلّم التركيز على التفاصيل، وإيجاد حلول للمشكلات، وإظهار مرونة عالية للتكيّف مع التغيّرات السريعة في هذا المجال.
الخلاصة
إنَّ التميُّزفي مجال إدارة وسائل التواصل الاجتماعي يتطلَّب دمج المعرفة التقنية مع فهم عميق لاحتياجات الجمهور، بالإضافة إلى مهارات الابتكار والتفاعل الفعّال. بتطوير المهارات السبع المذكورة أعلاه، يُمكن للمدراء تعزيز فرص نجاحهم، والمساهمة في بناء علامات تجارية مؤثّرة وناجحة على المنصات الرقمية.